نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 157
سعادة النفوس ومعرفة الله تعالى ومحبته ، وعلى أن سعادة الأجساد في إدراك المحسوسات ، ودل الاستقراء على أن الجمع بين هاتين السعادتين في الحياة الدنيوية غير ممكن ، وذلك لأن الإنسان حال كونه مستغرقا في تجلى أنوار عالم الغيب لا يمكنها الالتفات إلى شئ من اللذات الجسمانية ، وحال كونه مشغولا باستيفاء اللذات الجسمانية لا يمكنه الالتفات إلى اللذات الروحانية ، لكن هذا الجمع إنما يتعذر لضعف النفوس البشرية في هذا العالم ، فإذا فارقت أبدانها واستمدت من عالم النفوس النفوس والطهارة قويت وشرفت ، فإذا أعيدت إلى الأبدان مرة أخرى لم يبعد أن تصير هناك قوية قادرة على الجمع بين الأمرين . وظاهر أن تلك الحالة هي الغاية القصوى في مراتب السعادات ، ولم يقم على امتناع هذا المعنى دليل ، وهو جمع بين الحكمة النبوية والقوانين الحكمية فوجب المصير إليه . ومن الناس من ينكرهما معا ، وهو قول من قال إن النفس هو المزاج فقط فإذا مات الإنسان فقد عدمت نفسه . ثم إنه ينكر إعادة المعدوم ، فحينئذ يلزمه إنكار المعاد مطلقا ، إلا أن المقدمة الأولى قد علمت فسادها . وبالله التوفيق . الركن الثالث ( في الوعد والوعيد وأحكام الثواب والعقاب وسائر الحوال القيامة ) وفيه أبحاث : البحث الأول : الوعد هو الإخبار بوصول نفع إلى الغير أو دفع مضرة عنه في المستقبل
157
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 157