نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 152
ومنهم من زعم أنها مختلفة بالحقيقة . وحجتهم : أنها مختلفة بالعفة والفجور والذكاء والبلادة ، وليس ذلك بسبب حرارة المزاج ، لأن بارد المزاج قد يكون في غاية الذكاء وقد يكون بضده حار المزاج ، وقد يتبدل المزاج والصفة النفسانية باقية ، ولا من أسباب خارجية لأنها قد تكون بحيث تقتضي خلقا والحاصل ضده فكان ذلك من لوازم النفس ، واختلاف اللوازم يدل على اختلاف الملزومات . والجواب : لم لا يجوز أن يكون ذلك بسبب المزاج ، ولا نسلم أن علة الذكاء هي حرارة المزاج فقط ، بل اعتدال القوى النفسانية كما ينبغي . وكذلك لا نسلم تبدل مزاج تلك القوى مع بقاء تلك الصفات ، بل إذا صارت ملكات لكن ذلك لا ينافي كونها عوارض مستفادة من المزاج . البحث الثالث : مذهب محققيهم أنها حادثة . وحجتهم أنها لو كانت قديمة فإما أن تكون واحدة أو كثيرة ، والأول باطل لأنها بعد تعلقها بالأبدان إن بقيت واحدة فكل ما علمه زيد علمه عمرو وبالعكس ، وهو ظاهر البطلان ، وإن تكثرت فتلك الكثرة إن كانت حاصلة قبل ذلك لم تكن واحدة وقد فرضت كذلك . هذا خلف . وإن لم تكن كانت كل واحدة منها حادثة والنفس التي كانت واحدة قد عدمت ، وأما إن كانت كثيرة فهو باطل أيضا ، إذ لا بد للمتكثرات من مميز ، ولا تمييز لها قبل بالذاتيات لاتحادها في النوع ، ولا بالعوارض لأن ذلك من توابع الأبدان الجارية مجرى المواد وقبل الأبدان فلا أبدان ، فلا اختلاف بالعوارض ، فثبت أنها لو كانت قديمة لكانت إما واحدة أو كثيرة ، وثبت فساد القسمين ، فبطل كونها قديمة ، وذلك يستلزم كونها حادثة .
152
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 152