نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 135
سلمناه ، لكن لعل فيه إضمارا ، وهو قوله " ما لم يأت صاحب شريعة يرفعه " لكن استغنى عن إظهاره للعلم به ، أو نطق به ولم ينقل إلينا . سلمناه ، لكن قد علمت أن الدليل النقلي لا يفيد اليقين إلا إذا لم يقم الدليل العقلي في معارضته ، وههنا قد قام الدليل العقلي الدال على نبوة محمد عليه السلام معارضا لما ذكرتم ، فيسقط الاستدلال به على العموم . وبالله التوفيق . البحث الرابع : محمد عليه السلام أفضل الأنبياء ، ويدل عليه المعقول والمنقول : أما المعقول فهو أنه صلى الله عليه وآله أكثر فيضانا للعلوم وأعم نورا من سائر الأنبياء ، فوجب أن يكون أفضل . أما الأول : فلأن شريعته بلغت أكثر بلاد العالم وانتشرت في أطراف الأرض ، بخلاف سائر الأنبياء ، فإن دعوة موسى عليه السلام كانت مقصورة على بني إسرائيل وهم بالنسبة إلى أمة محمد عليه السلام في غاية القلة . وأما عيسى عليه السلام فالدعوة الحقة التي جاء بها لم تبق البتة ، وأما ما في أيدي النصارى مما يدعونه شريعة له فهو جهل محض وكفر صريح والاستقراء يحققه ، فوجب أن لا يكون شريعة له . وأما المنقول : فالقرآن والخبر : أما القرآن فقوله تعالى بعد ذكر النبيين " أولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده " [1] أمره أن يقتدي بهم بأسرهم ، فوجب أن يأتي بكل ما أتوا به ، فوجب أن يحصل على مثل كمالات جميعهم ، فيكون أفضل من كل واحد منهم .