نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 116
فإن قلت : الملازمة ممنوعة . بيانه : إن العاقل وإن وجد الشهوة للقبيح والنفرة عن الحسن إلا أنه يعلم بالضرورة أن العقلاء يمدحونه على فعل الحسن ويذمونه على فعل القبيح ، وكفى بالمدح والذم داعيا إلى فعل الحسن وصارفا عن القبيح وحينئذ لا يتحقق الاغراء . قلت : المدح والذم إنما يكون من العقلاء فيما يستقل عقولهم بحسنه وقبحه دون ما ليس كذلك وهو أكثر التكاليف ، فلا يكفي المدح والذم في الدعاء إلى كل واجب والانصراف عن كل قبيح ، وحينئذ يتحقق الاغراء . سلمناه ، ولكن كثيرا من الخلق لا يعبأ بهما وتترجح شهواتهم وميولهم الطبيعية على احتفالهم بالمدح والذم ، فلا يفارقانها ، وحينئذ يتحقق الاغراء . وبالله التوفيق . البحث الرابع : في شرائطه وهو إما أن يرجع إلى المكلف أو المكلف به : أما الأول فثلاثة : ( الأول ) كونه تعالى عالما بصفات الأفعال وإلا لجاز التكليف بما لا يستحق عليه ثواب وهو قبيح ، وبمقدار الثواب المستحق وإلا لجاز إيصال بعض الاستحقاق فيكون ظلما ، وهو محال عليه تعالى . ( الثاني ) كونه قادرا على ما يستحق من الثواب للعلة المذكورة . ( الثالث ) أن يكون منزها عن فعل القبيح وإلا لجاز الإخلال ببعض المستحق فيقبح التكليف . وأما الراجع إلى المكلف فثلاثة : ( أحدها ) قدرته على ما كلف به . ( الثاني ) التمييز بينه وبين غيره .
116
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 116