نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 101
وأما المنقول : فاعلم أن هذه المسألة لا يتوقف إثبات السمع عليها ، فجاز إثباتها بالسمع ، والكتاب العزيز مشحون بدلائل التوحيد ، كقوله تعالى " قل هو الله أحد " وقوله تعالى " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " [1] وقوله " إلهكم إله واحد لا إله إلا هو " [2] . البحث الحادي عشر : في أنه لا شئ من الصفات المعتبرة له تعالى زائدة على ذاته إلا بحسب اعتبار عقولنا عند مقايسته إلى الغير . وبرهانه من وجهين : ( أحدهما ) لو كان شئ منها زائدا على ذاته في الخارج لكان إما واجبا أو ممكنا ، واللازم بقسميه باطل فالملزوم كذلك . أما الملازمة : فلأن كل موجود فإما واجب أو ممكن . وأما بطلان اللازم فلأنها إن كانت واجبة الوجود لذاتها فواجب الوجود لذاته أكثر من واحد وقد علمت فساده ، وإن كانت ممكنة الوجود افتقرت إلى مؤثر ، فمؤثرها إما تلك الذات وهو باطل ، لأنه إما أن يعتبر في مؤثرية الله تعالى في وجود الممكنات جميع الصفات التي تنبغي له أو لا يعتبر ، فإن اعتبر لزم تقدم ذاته بجميع صفاته على جميع صفاته وهو محال . وإن لم يعتبر كانت تلك الصفات فضلا مستغنيا في تحقق صفاته إلى غيره . هذا خلف . ( الثاني ) إله العالم ومبدعه إما أن يكون عبارة عن الذات فقط مع قطع النظر عن صفاته المعدودة ، أو عنها مع تلك الصفات . والأول باطل ، لأن الذات الخالية عن هذه الصفات لا تصلح للإلهية . والثاني أيضا باطل ، لأن واجب