نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 10
نار الكمال . فكتب في جوابهم هذه الأبيات : طلبت فنون العلم أبغي بها العلى فقصر بي عما سوت به القل تبين لي أن المحاسن كلها فروع وأن المال فيها هو الأصل فلما وصلت هذه الأبيات إليهم كتبوا إليه : أخطأت في ذلك خطأ ظاهرا ، وحكمك بأصالة المال عجيب ، بل اقلب تصب . فكتب في جوابهم هذه الأبيات وهي لبعض الشعراء المتقدمين : قد قال قوم بغير علم ما المرء إلا بأكبريه فقلت قول امرئ حكيم ما المرء إلا بدرهميه من لم يكن درهم لديه لم تلتفت عرسه إليه ثم إنه - عطر الله مرقده - لما علم أن مجرد المراسلات والمكاتبات لا تنفع الغليل ولا تشفي العليل ، توجه إلى العراق لزيارة الأئمة المعصومين عليهم السلام وإقامة الحجة على الطاعنين . ثم إنه بعد الوصول إلى تلك المشاهد العلية لبس ثيابا خشنة عتيقة ، وتزيا بهيئة رثة بالاطراح والاحتقار خليقة ، ودخل بعض مدارس العراق المشحونة بالعلماء والحذاق فسلم عليهم ، فرد بعضهم عليه السلام بالاستثقال والامتناع التام ، فجلس في صف النعال ولم يلتفت إليه أحد منهم ولم يقضوا واجب حقه . وفي أثناء المباحثة وقعت بينهم مسألة مشكلة دقيقة كلت فيها أفهامهم وزلت فيها أقدامهم ، فأجاب بتسعة أجوبة في غاية الجودة والدقة ، فقال له بعضهم بطريق السخرية والتهكم : أخالك طالب علم . ثم بعد ذلك حضر الطعام فلم يؤاكلوه بل أفردوه بشئ قليل على حدة واجتمعوا هم على المائدة . فلما انقضى ذلك المجلس قام وعاد في اليوم الثاني
10
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 10