نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 635
الحياة في الجنة ، وعلم واسع علمه سبحانه بعد ذلك الظرف ، عندما أراد سبحانه إثبات كرامته على الملائكة . إن هذا النوع من التشكيك يستمد من إثبات الرأي والصمود على العقيدة وإن كان الحديث على خلافها . وهناك نكتتان ننبه عليهما : الأولى : إن أحاديث التوسل وإن كانت تتراوح بين الصحيح والحسن والضعيف ، لكن المجموع يعرب عن تضافر المضمون وتواتره ، فعند ذلك تسقط المناقشة في أسنادها بعد ملاحظة ورود كمية كبيرة من الأحاديث في هذا المجال ، وأنت إذا لاحظت ما مضى من الروايات ، وما يوافيك تذعن بتضافر المضمون أو تواتره . الثانية : نحن نفترض أن الحديث الراهن مجعول موضوع ، ولكنه يعرب عن أن التوسل بالمخلوق والإقسام على الله بمخلوقاته ليس شركا ولا ذريعة إليه ، بل ولا حراما . وذلك لأنه لو كان شركا وذريعة إليه أو حراما ، لما رواه الثقات واحد عن واحد ، وهم أعرف بموازين الشرك ومعاييره ، ولما أورده الأكابر من العلماء في المعاجم الحديثية ، كالبيهقي في دلائل النبوة والحاكم في مستدركه ، والسيوطي في تفسيره ، والطبراني في المعجم الصغير ، وأكابر المفسرين في القرون الغابرة ، لأن الشرك أمر بين الغي ، فلا معنى ولا مسوغ لنقله بحجة أنه رواية . فكل ذلك يعرب عن الفكرة الخاطئة في الحكم على الحلف على الله بمخلوقاته شركا .
635
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 635