نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 622
أمعن النظر في قول الخليفة : هذا والله الوسيلة . 3 - ويظهر من شعر حسان أن المستسقي كان هو نفس الخليفة وهو الداعي حيث قال : " سأل الإمام . . . " وكان العباس وسيلته لاستجابة الدعاء . قال الدكتور عبد الملك السعدي : وقد أولوا حديث العباس بأن عمر طلب من العباس أن يدعو لأنهم كانوا إذا أجدبوا طلبوا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يدعو لهم فكذا هنا طلب الدعاء من العباس . وهذا التأويل غير مقبول لوجهين : الوجه الأول : إن السنة أن يدعو الإمام نفسه والقوم يؤمنون وهذا ما حصل حيث كان الداعي هو سيدنا عمر لا العباس . الوجه الثاني : إن نص الحديث لا يدل على أن عمر طلب الدعاء من العباس بل كان هو الداعي ، بدليل قوله : اللهم إنا كنا نتوسل . . . وهذا عين الدعاء ولم يرد أي لفظ يشير إلى أنه قال للعباس : ادع لنا بالسقيا . ومع ذلك فأي خلل يحصل في الدين أو العقيدة إذا أجرينا النص على ظاهره وتركنا العناد والتعصب ؟ قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : ويستبين من قصة العباس استحباب الاستسقاء بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة وفيه فضل العباس ، وفضل عمر لتواضعه للعباس ومعرفته بحقه [1] . وأظن أن هذه الروايات الصحيحة لا تبقي شكا ولا ريبا في خلد أحد في جواز التوسل بالصالحين . وأما ما ذكره من أنه لو كان المقصود التوسل بذات العباس لكان النبي بذلك أفضل وأعلم ، فيلاحظ عليه أن الهدف من إخراج عم النبي إلى المصلى وضمه إلى