responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 621


والحديث صحيح السند ، فما ظنك برواية رواها الإمام البخاري ، لكن من لا يروق له التوسل بالذوات الطاهرة أخذ يؤول الحديث بأن الخليفة توسل بدعاء العباس لا بشخصه ومنزلته عند الله . وأضاف على ذلك أنه لو كان قصده ذات العباس لكانت ذات النبي ( صلى الله عليه وآله ) أفضل وأعظم وأقرب إلى الله من ذات العباس ، بلا شك ولا ريب ، فثبت أن القصد كان الدعاء [1] .
لا أظن أن أحدا يحمل شيئا من الإنصاف ، يسوغ لنفسه أن يفسر الحديث بما ذكره أي التوسل بالدعاء ، لأن في الموضوع نصوصا ترد ذلك ، وإليك الإشارة إليها :
1 - قول الخليفة عند الدعاء . . . قال : " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا " . وهذا ظاهر في أن الخليفة قام بالدعاء في مقام الاستسقاء ، وتوسل بعم الرسول في دعائه ، ولو كان المقصود هو التوسل بدعائه ، كان عليه أن يقول : يا عم رسول الله كنا نطلب الدعاء من الرسول فيسقينا الله ، والآن نطلب منك الدعاء فادع لنا .
2 - روى ابن الأثير كيفية الاستسقاء فقال : استسقى عمر بن الخطاب بالعباس عام الرمادة لما اشتد القحط ، فسقاهم الله تعالى به ، وأخصبت الأرض ، فقال عمر :
هذا والله الوسيلة إلى الله والمكان منه . وقال حسان :
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا * فسقى الغمام بغرة العباس عم النبي وصنو والده الذي * ورث النبي بذاك دون الناس أحيى الإله به البلاد فأصبحت * مخضرة الأجناب بعد الياس ولما سقي طفقوا يتمسحون بالعباس ويقولون : هنيئا لك ساقي الحرمين [2] .



[1] التوصل إلى حقيقة التوسل : ص 253 .
[2] أسد الغابة 3 : 111 ط مصر .

621

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 621
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست