نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 62
وقد فسرت الآية بأهل الضلالة وأصحاب الشبهات والبدع من هذه الأمة . قال الطبرسي : " ورواه أبو هريرة وعائشة مرفوعا ، وهو المروي عن الباقر ( عليه السلام ) ، جعلوا دين الله أديانا لإكفار بعضهم بعضا وصاروا أحزابا وفرقا ، ويخاطب سبحانه نبيه بقوله : { لست منهم في شئ } وإنه على المباعدة التامة من أن يجتمع معهم في معنى من مذاهبهم الفاسدة ، وليس كذلك بعضهم مع بعض ، لأنهم يجتمعون في معنى من معانيهم الباطلة ، وإن افترقوا في شئ فليس منهم في شئ ، لأنه برئ من جميعهم " [1] . 3 - { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } [2] . والآية بعموم لفظها تبين أنواع النذر التي أنذر الله بها عباده ، فتبدأ من بعث العذاب من فوق ، إلى بعثه من تحت الأرجل ، وتنتهي بتمزيق الجماعة إلى شيع ، فتفرق الأمة إلى فرق وشيع يعادل إنزال العذاب عليها من كل جهاتها . قال الحسن البصري : " التهديد بإنزال العذاب والخسف يتناول الكفار ، وقوله : { أو يلبسكم شيعا } يتناول أهل الصلاة " [3] . وقال مجاهد وأبو العالية : إن الآية لأمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، أربع ، ظهر اثنتان بعد وفاة رسول الله فألبسوا شيعا وأذيق بعضكم بأس بعض وبقيت اثنتان [4] . 4 - { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } [5] .
[1] مجمع البيان 2 : 389 . [2] الأنعام : 65 . [3] المصدر نفسه 2 : 315 . [4] الإعتصام 2 : 61 . [5] التوبة : 31 .
62
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 62