نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 611
ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } [1] فقوله { عزروه } بمعنى أكرموه . فإذا كان رصيد استجابة الدعاء هو شخصيته الفذة المثالية ، ومنزلته عند الله فالأولى أن يتوسل بها الإنسان كما يتوسل بدعائه ، فمن اعترف بجواز الأول ومنع الثاني فقد فرق بين أمرين متلازمين ، وما دعاهم إلى التفريق بينهما إلا صيانة لمعتقدهم . وبدورنا نغض النظر عن هذا الدليل ونذكر ما ورد في السنة النبوية مرويا عن طريق صحيح أقر به الأقطاب من أهل الحديث . توسل الضرير بنبي الرحمة عن عثمان بن حنيف أنه قال : إن رجلا ضريرا أتى النبي فقال : أدع الله أن يعافيني فقال ( صلى الله عليه وآله ) : " إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير " . قال : فادعه ، قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء : " اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى ، اللهم شفعه في " . قال ابن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضر [2] . إن الاستدلال بالرواية مبني على صحتها سندا وتمامية دلالتها مضمونا . أما الأول : فلم يناقش في صحتها إلا الجاهل بعلم الرجال ، حتى أن ابن تيمية
[1] الأعراف : 157 . [2] الترمذي ، الصحيح كتاب الدعوات ، الباب 119 ، برقم 3578 ، وسنن ابن ماجة 1 : 441 برقم 1385 ، مسند أحمد 4 : 138 إلى غير ذلك من المصادر وسيأتي في المتن نصوصهم حول وصف الحديث .
611
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 611