نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 608
فدعاء حملة العرش واللاحقين من المؤمنين سبب صالح لإجابة الدعاء ، فعلى المسلم الواعي التمسك بمثل هذا السبب وطلب الدعاء منهم . وفي السنة الشريفة ما يدل على ذلك ، روى مسلم والترمذي عن عبد الله عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله يقول : " إذا سمعتم المؤذن ، فقولوا مثلما يقول ، ثم صلوا علي ، فإنه من صلى علي صلاة ، صلى الله عليه بها عشرا ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " [1] . فهذا الحديث يدل بظاهره على أن الرسول يتوسل إلى الله تعالى بدعاء أمته له ، أن يؤتيه الوسيلة والمقام المحمود في الجنة ، ويكون جزاؤه شفاعته في حقهم . فإذا كان هذا حال النبي فنحن من باب أولى يحق لنا أن نتمسك بهذه الوسيلة : وفي روايات أئمة أهل البيت تصاريح بذلك ، نذكر بعضها لتتجلى الحقيقة بأجل مظاهرها ، فإن العترة الطاهرة أحد الثقلين اللذين أمر النبي بالتمسك بهما والمتمسك بهما لن يضل : 1 - روى أبو بصير ، عن أبي جعفر ، قال : " إن علي بن الحسين قال لأحد غلمانه : يا بني اذهب إلى قبر رسول الله فصل ركعتين ، ثم قل : اللهم اغفر لعلي بن الحسين خطيئته يوم الدين ، ثم قال للغلام : اذهب فأنت حر لوجه الله " [2] . 2 - روى محمد بن عجلان قال : سمعت أبا عبد الله يقول : " كان علي بن الحسين إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له ولا أمة ، وكان إذا أذنب العبد يكتب عنده : أذنب فلان ، أذنبت فلانة يوم كذا وكذا ولم يعاقبه ، فيجتمع عليهم الأدب
[1] مسلم : الصحيح 2 : 4 ، كتاب الصلاة ، الباب 6 ، الترمذي الجامع الصحيح 5 : 589 ، كتاب المناقب ، الباب الأول ، واللفظ للأول . [2] البحار 46 : 92 ، نقلا عن كتاب الزهد لحسين بن سعيد الأهوازي .
608
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 608