نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 597
ب - هذا هو حبيب النجار لم يكن له شأن سوى أنه صدق المرسلين ولقي من قومه أذى شديدا حتى قضى نحبه شهيدا . فنرى أنه بعد موته خوطب بقوله سبحانه : { قيل ادخل الجنة } ثم إنه بعد دخوله الجنة يتمنى عرفان قومه مقامه ومصيره بعد الموت فيقول : { قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } [1] فهو يتمنى في ذلك الحال لو أن قومه الموجودين في الدنيا علموا أن الله سبحانه غفر له وجعله من المكرمين ، يتمنى ذلك لأجل أن يرغب قومه في مثل ثوابه وليؤمنوا لينالوا ذلك . ومن المعلوم أن الجنة التي حل فيها حبيب النجار كانت قبل يوم القيامة ، بشهادة أنه تمنى عرفان أهله مقامه وإكرام الله له وهم على قيد الحياة الدنيوية ، وإن لحقهم العذاب بعد ذلك ، قال : { وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون } [2] فإذا كان الشهداء والصالحون - أمثال حبيب النجار المصدق للرسل - أحياء يرزقون فما ظنك بالأنبياء والصديقين المتقدمين على الشهداء ، قال سبحانه : { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } [3] فلو كان الشهيد حيا يرزق فالرسول الأكرم الذي ربى الشهداء واستوجب لهم تلك المنزلة العليا ، أولى بالحياة بعد الوفاة وبعدهم الصديقون . ج - دلت الآيات الكريمة والبراهين العقلية على أن الموت ليس فناء الإنسان ونفاده ، وإنما هو انتقال من عالم إلى آخر ، نعم الماديون المنكرون لعالم الأرواح ،