نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 531
لا يستطيع على إجابة طلب الطالب ؟ أولا : إن الرجوع إلى القرآن المجيد ، واستنطاقه في هذا المجال يوقفنا على جلية الحال ، وهو يعترف بموتهم ماديا لا موتهم على الإطلاق ، بل يصرح بحياة لفيف من الناس الذين انتقلوا من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة من صالح وطالح ، وسعيد وشقي ، وها نحن نتلو على القارئ الكريم قسما منها ليقف على أن الموت أمر نسبي ، وليس بمطلق ، ولو صار بدن الإنسان جمادا ، ليس معناه بطلانه وانعدام شخصيته ، وليس الموت إلا انتقالا من دار إلى دار ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة وإليك لفيفا من الآيات : 1 - قال سبحانه : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون } [1] . والآية صريحة في المقصود ، صراحة لا تتصور فوقها صراحة ، حيث أخبرت الآية عن حياتهم ورزقهم عند ربهم وتبشيرهم لمن لم يلحقوا بهم ، وما يتفوهون به في حقهم بقولهم : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } . وعلى ذلك فلو كان الشفيع أحد الشهداء في سبيل الله تعالى فهل يكون هذا المطلب لغوا ؟ ! 2 - إن القرآن يعد النبي شهيدا على الأمم جمعاء ، ويقول سبحانه : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } [2] . فالآية تصرح بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) شاهد على الشهود الذين يشهدون على أممهم فإذا كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) شاهدا على الأمم جمعاء ، أو على شهودهم فهل تعقل الشهادة بدون