responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 526


من النبي الشفاعة لا يقصد منه إلا المعنى الشائع [1] .
إلى هنا تبين أن طلب الشفاعة يرجع إلى طلب الدعاء ، وهو أمر مطلوب في الشرع من غير فرق بين طلبه من الشفيع في حال حياته أو مماته ، فهو لا يخرج عن حد طلب الدعاء ، وأما كونه ناجعا أو لا ؟ فهو أمر آخر نرجع إليه كما مر .
والذي يحقق هذا الأمر هو صدور مثله من السلف الصالح في العصور المتقدمة وإليك نزرا منه :
السلف وطلب الشفاعة من النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) 1 - الأحاديث الإسلامية وسيرة المسلمين تكشفان عن جواز هذا الطلب ، ووجوده في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقد روى الترمذي في " صحيحه " عن أنس قوله :
سألت النبي أن يشفع لي يوم القيامة ، فقال : " أنا فاعل " ، قال : قلت : يا رسول الله فأنى أطلبك ، فقال : " اطلبني أول ما تطلبني على الصراط " [2] .
فالسائل يطلب من النبي الأعظم ، الشفاعة دون أن يخطر بباله أن هذا الطلب يصطدم مع أصول العقيدة .
2 - هذا سواد بن قارب ، أحد أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول مخاطبا إياه :
فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة * بمغن فتيلا عن سواد بن قارب [3] 3 - روى أصحاب السير والتاريخ ، أن رجلا من قبيلة حمير عرف أنه سيولد



[1] لو كان للشفاعة معنى آخر من التصرف التكويني في قلوب المذنبين ، وتصفيتهم في البرزخ ، ومواقف القيامة فهو أمر عقلي لا يتوجه إليه إلا الأوحدي من الناس .
[2] صحيح الترمذي 4 : 621 ، كتاب صفة القيامة ، الباب 9 .
[3] الإصابة 2 : 95 ، الترجمة 3576 ، وقد ذكر طرق روايته البالغة إلى ست ، وراجع أيضا الروض الأنف 1 : 139 ، بلوغ الإرب 3 : 299 ، عيون الأثر 1 : 72 .

526

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست