نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 510
ج - الشفاعة المصطلحة وحقيقة هذه الشفاعة تعني أن تصل رحمته سبحانه ومغفرته وفيضه إلى عباده عن طريق أوليائه وصفوة عباده ، وليس هذا بأمر غريب ، فكما أن الهداية الإلهية التي هي من فيوضه سبحانه ، تصل إلى عباده في هذه الدنيا عن طريق أنبيائه وكتبه ، فهكذا تصل مغفرته سبحانه وتعالى إلى المذنبين والعصاة يوم القيامة من عباده عن ذلك الطريق . ولا يبعد في أن يصل غفرانه سبحانه إلى عباده يوم القيامة عن طريق خيرة عباده ، فإن الله سبحانه قد جعل دعاءهم في الحياة الدنيوية سببا ، ونص بذلك في بعض آياته . فنرى أن أبناء يعقوب لما عادوا خاضعين ، رجعوا إلى أبيهم ، وقالوا له : { قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين } [1] فأجابهم يعقوب بقوله : { سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم } [2] . ولم يقتصر الأمر على يعقوب فحسب ، بل كان النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ممن يستجاب دعاؤه أيضا في حق العصاة ، قال سبحانه : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } [3] . وهذه الآيات ونظائرها مما لم نذكرها مثل قوله : { وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم } [4] تدل على أن مغفرته سبحانه قد تصل إلى عباده بتوسيط واسطة كالأنبياء ، وقد تصل بلا توسيط واسطة ، كما يفصح عنه سبحانه بقوله : { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى
[1] يوسف : 97 . [2] يوسف : 98 . [3] النساء : 64 . [4] التوبة : 103 .
510
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 510