نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 472
أطيب ما أكل الرجل من كسبه " ويدل على ذلك الحديث الآخر : " وإذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث . . " . وقال الشيخ الفقي : " هذا جواب يحتاج إلى إتمام ، فإن العبد بإيمانه وطاعته لله ورسوله قد سعى في انتفاعه بعمل إخوانه المؤمنين مع عمله ، كما ينتفع بعملهم في الحياة مع عمله ، فإن المؤمنين ينتفع بعضهم بعمل بعض في الأعمال التي يشتركون فيها ، كالصلاة في جماعة ، فإن كل واحد منهم تضاعف صلاته إلى سبع وعشرين ضعفا لمشاركة غيره له في الصلاة ، فعمل غيره كان سببا لزيادة أجره ، كما أن عمله كان سببا لزيادة أجر الآخر . أضف إلى ذلك أن القرآن لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره ، وإنما نفى ملكه لغير سعيه ، وبين الأمرين فرق كبير ، فأخبر تعالى أنه لا يملك إلا سعيه ، فإن شاء أن يبذله لغيره ، وإن شاء أن يبقيه لنفسه ، فهو سبحانه لم يقل لا ينتفع إلا بما سعى [1] . الوجه الثالث : إن الآية بصدد بيان أن عمل كل إنسان راجع إليه دون غيره ، وأين هذا من عدم انتفاع الإنسان بعمل الغير ؟ فإنه غير داخل في منطوق الآية ولا في مفهومها ، ولا الآية ناظرة إلى نفيه . وإن شئت قلت : إن الآية بصدد بيان أن كل إنسان رهن عمله ، فإن عمل شرا فلا يتحمله غيره { ولا تزر وازرة وزر أخرى } [2] ، وإن عمل خيرا فيسعد به ويرى عمله وسعيه ف " الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر " و { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } [3] ، { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا