responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 470


كل ذلك يعرب عن أن للآية مفادا آخر وهو غير ما يرومه المستدل ، وإليك تفسير الآية بالإمعان فيها ، وذلك بوجوه :
الوجه الأول :
إن سياق الآيات المحيطة بهذه الآية سياق ذم وتنديد ، وسياق إنذار وتهديد ، فإن الله سبحانه يبدأ كلامه العزيز بقوله : { أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا وأكدى * أعنده علم الغيب فهو يرى * أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى * ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى * وأن إلى ربك المنتهى } [1] .
فإنك ترى أن الآيات الحاضرة مثل سبيكة واحدة صيغت لغرض الإنذار والتهديد ، خصوصا قوله : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } فإن هذه الآية وقعت بين آيتين صريحتين في التهديد المتقدمة قوله : { ألا تزر وازرة وزر أخرى } والمتأخرة قوله : { وأن سعيه سوف يرى } ثم قوله : { وأن إلى ربك المنتهى } .
فإن كل ذلك يعطي أن موضوع هذه الآية والآيات السابقة واللاحقة هو العقاب لا الثواب ، والسيئة لا الحسنة ، فالآية تصرح بأن كل إنسان يحمل وزر نفسه ويعاقب بالعمل السيئ الذي سعى فيه ، وأما العمل السيئ الذي اقترفه الغير ولم يكن للإنسان سعي فيه فلا يؤخذ به ولا يعاقب عليه .
وعلى ذلك فاللام في قوله : " للإنسان " ليس للانتفاع بل اللام لبيان الاستحقاق ، وهو أحد معانيها [2] مثل قوله : { ويل للمطففين } [3] وقوله : { لهم في



[1] النجم : 33 - 42 .
[2] قال ابن هشام في مغني اللبيب 1 : 208 وللأم الجارة اثنان وعشرون معنى ، أحدها : الاستحقاق ، وهي الواقعة بين معنى وذات . . مثل : * ( لهم في الدنيا خزي ) * .
[3] المطففين : 1 .

470

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست