responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 469


من موانع المعرفة الصحيحة ، فبما أن القائل يقتفي أثر من يقول لا يصح التوسل بدعاء النبي الأكرم في البرزخ ، فقد أراد نحت دليل لقوله ، ففسر البرزخ في الآية بمعنى المانع عن الاتصال لا المانع عن انتقال أهل البرزخ إلى الدنيا ، فكأنه يصور أن بين الحياتين ستارا حديديا أو جدارا ضخما يمنع من اللقاء والسماع ، وليس لما يتخيله دليل ، بل الدليل على خلافه ، ترى أنه سبحانه يحكي عن ماء البحرين أحدهما عذب فرات والآخر ملح أجاج ثم يقول : { بينهما برزخ لا يبغيان } أي مانع يمنع عن اختلاط المائين ، يقول سبحانه : { مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان } [1] ولم يكشف العلم عن وجود سد مادي بين البحرين .
الشبهة الثانية إن الله سبحانه يقول : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } [2] فالآية تحصر الانتفاع في العمل الذي سعى فيه الإنسان قبل موته ، ومعه كيف ينتفع بعمل الغير الذي لم يسع فيه ؟
والجواب على هذه الشبهة من وجوه متعددة ، ولكننا نذكر قبل الجواب ما يفيد القارئ في المقام ، وهو : أنه لو كان ظاهر الآية هو ما يرومه المستدل وهو : أن الغير لا ينتفع بعمل الغير ما لم يكن قد تسبب إليه في الحياة ، لعارض هذا ظاهر الآيات الأخر والروايات المتضافرة في ذلك المجال ، إذ لو كان كذلك فما معنى استغفار المؤمنين لإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان ؟ ! وما معنى استغفار حملة العرش ومن حوله لأهل الإيمان ؟ ! وما معنى هذه الروايات الواردة في مجالات مختلفة ، الدالة على انتفاع الميت بعمل الغير ؟



[1] الرحمن 19 - 20 .
[2] النجم : 39 .

469

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست