نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 437
بمقامع من حديد إلا أن أعرض بوجهي عنهم " . وقد أنشد حسان قصيدة بائية رائعة حول وقعة بدر الكبرى يشير في بعض أبياتها إلى هذه الحقيقة أعني قصة القليب إذ يقول : يناديهم رسول الله لما * قذفناهم كباكب في القليب ألم تجدوا كلامي كان حقا * وأمر الله يأخذ بالقلوب فما نطقوا ولو نطقوا لقالوا * صدقت وكنت ذا رأي مصيب على أنه لا توجد عبارة أشد صراحة مما قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المقام حيث قال : " ما أنتم بأسمع منهم " ، وهل ثمة بيان أكثر إيضاحا وأشد تقريرا لهذه الحقيقة من مخاطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لواحد واحد من أهل القليب ، ومناداتهم بأسمائهم ، وتكليمهم كما لو كانوا على قيد الحياة ؟ ! فلا يحق لأي مسلم مؤمن بالرسالة والرسول أن يسارع إلى إنكار هذه القضية التاريخية الإسلامية المسلمة ويبادر قبل التحقيق ويقول : إن هذه القضية غير صحيحة لأنها لا تنطبق على عقلية المادي المحدودة . وقد نقلنا هنا نص هذا الحوار ، لكي يرى المسلمون الناطقون باللغة العربية كيف أن حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) يصرح بهذه الحقيقة بحيث لا توجد فوقه عبارة في الصراحة والدلالة على هذه الحقيقة . ومن أراد الوقوف على مصادر هذه القصة فعليه أن يراجع ما ذكرناه في الهامش أدناه [1] .
[1] صحيح البخاري ج 5 معركة بدر ص 76 ، 77 ، 86 ، 87 ، صحيح مسلم ج 8 كتاب الجنة باب معتمد الميت : 163 ، سنن النسائي ج 4 باب أرواح المؤمنين ص 89 - 90 ، مسند الإمام أحمد 2 : 121 ، المغازي للواقدي غزوة بدر وغيرها .
437
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 437