نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 436
روى البخاري عن نافع أن ابن عمر - رضي الله عنهما - أخبره قال : اطلع النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أهل القليب فقال : " وجدتم ما وعد ربكم حقا " ، فقيل له : تدعو أمواتا ، فقال : " ما أنتم بأسمع منهم ، ولكن لا يجيبون " . ثم روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : إنما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول حق " ، وقد قال الله تعالى : { إنك لا تسمع الموتى } [1] . ولا يذهب عليك أن السيدة عائشة سلمت الحياة البرزخية لهم ، ولذلك قالت : إن النبي قال : " إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول حق " ولكنها نفت أن يقول النبي " ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون " من دون أن تسنده إلى قائل حاضر في الواقعة ، وإنما استنبطت قولها من الآية الكريمة ، ومن المعلوم أن ابن عمر يدعي السماع عن النبي ، أو عمن سمعه منه ( صلى الله عليه وآله ) ولا يعارضه استنباطها ، وإنما يكون نظرها حجة على نفسها لا على من عاين وشهد تكلم النبي معهم . أضف إلى ذلك أنه لا صلة للآية بما تدعيه ، كما سيوافيك . ولأجل التأكيد على صحة القصة نأتي أيضا بنص صحيح البخاري في باب معركة بدر ( غير كتاب الجنائز ) ونردفه بذكر مصادر أخرى ، وما ظنك بأمر يرويه الإمام البخاري ولفيف من المحدثين قال : وقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) على قليب " بدر " وخاطب المشركين الذين قتلوا وألقيت جثثهم في القليب : " لقد كنتم جيران سوء لرسول الله ، أخرجتموه من منزله ، وطردتموه ، ثم اجتمعتم عليه فحاربتموه ، فقد وجدت ما وعدني ربي حقا " ، فقال له رجل : يا رسول الله ما خطابك لهم ؟ ! فقال ( صلى الله عليه وآله ) : " والله ما أنتم بأسمع منهم ، وما بينهم وبين أن تأخذهم الملائكة
[1] البخاري : الصحيح الجزء 9 ، كتاب الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، ص 98 .
436
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 436