نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 396
النصارى ، ولهذا شنوا الغارة تلو الغارة ، والحملة تلو الحملة على بلاد المسلمين من أواخر القرن الخامس ( سنة 490 ه ) إلى أواسط القرن السابع ، وكان للحروب الصليبية هذه مراحل ثمان وكان انتصر المسيحيون في بعضها وهزمت قواتهم في البعض الآخر . وقد تحمل المسلمون جراء هذه الحملات الكبرى خسائر كبرى ، لا يستطيع البنان واللسان عدها وإحصاءها ، ولا تصويرها ، وبيانها . وفيما كان الجرح نازفا من جهة الغرب ، تعرضت البلاد الإسلامية من ناحية الشرق في عام 616 ه لحملة شعواء وثنية الجذور لاقتلاع الإسلام من أساسه والقضاء على أصوله وفروعه ، وإبادة حضارته ومدنيته وامتدت إلى أن سقطت الخلافة العباسية بأيدي أولئك الوثنيين عام 656 ه ، وكانت الخسائر في النفوس والأرواح كبيرة قاربت المليون ، بل أكثر . وبقي التدمير والحرب سائدين في البلاد إلى أواخر هذا القرن ، بل امتدا إلى أواخر القرن الثامن . ثم وقعت في الشمال الغربي من البلاد الإسلامية أعني الأندلس كارثة أخرى ، هي إبادة المسلمين وتصفيتهم بقتلهم أو بترحيلهم عن بلادهم وأوطانهم بأعداد كبيرة وهائلة . فإذا نظرنا إلى الجدول التاريخي نرى أن هذه القرون الأربعة تعد من شر القرون على العالم الإسلامي حيث فيها : 1 - ابتدأت الحروب الصليبية من عام 490 ه واستمرت إلى عام 690 ه [1] . 2 - ابتدأت الحروب التترية ( المغولية ) من عام 616 ه وانتهت عام 807 ه [2] .
[1] الدولة العباسية : 2 / 374 - 398 . [2] الدولة العباسية : 2 / 374 - 398 .
396
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 396