نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 366
إلى مشاهد كثيرة ممن لم تحضرنا تسميته من الأولياء والصالحين والسلف الكريم ، رضي الله عن جميعهم . وبأعلى الشرقية خارج البلد محلة كبيرة بإزاء محلة الرصافة ، وبالرصافة كان باب الطاق المشهور على الشط ، وفي تلك المحلة مشهد حفيل البنيان ، له قبة بيضاء سامية في الهواء ، فيه قبر الإمام أبي حنيفة ( رضي الله عنه ) ، وبه تعرف المحلة ، وبالقرب من تلك المحلة قبر الإمام أحمد بن حنبل ( رضي الله عنه ) ، وفي تلك الجهة أيضا قبر أبي بكر الشبلي ( رحمه الله ) ، وقبر الحسين بن منصور الحلاج ، وببغداد من قبور الصالحين كثير ، رضي الله عنهم [1] . المشاهد المكرمة والآثار المعظمة في الشام : يقول ابن جبير : فأولها مشهد رأس يحيى بن زكرياء ( عليه السلام ) ، وهو مدفون بالجامع المكرم في البلاط القبلي قبالة الركن الأيمن من المقصورة الصحابية [2] ، رضي الله عنهم ، وعليه تابوت خشب معترض من الأسطوانة ، وفوقه قنديل كأنه من بلور مجوف ، كأنه القدح الكبير ، لا يدرى أمن زجاج عراقي أم صوري هو أم من غير ذلك . ومولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا الكريم ، وهو بصفح جبل قاسيون عند قرية تعرف ببرزة ، وهي من أجمل القرى ، وهذا الجبل مشهور بالبركة في القديم لأنه مصعد الأنبياء ، صلوات الله عليهم ، ومطلعهم ، وهو في الجهة الشمالية من البلد وعلى مقدار فرسخ ، وهذا المولد المبارك غار مستطيل ضيق ، وقد بني عليه مسجد كبير مرتفع مقسم على مساجد كثيرة كالغرف المطلة ، وعليه صومعة عالية ، ومن ذلك الغار رأى ( عليه السلام ) الكوكب ثم القمر ثم الشمس ، حسبما
[1] رحلة ابن جبير : 168 - 169 ، ط . بيروت 1986 . [2] هي أول مقصورة وضعت في الإسلام وضعها معاوية بن أبي سفيان .
366
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 366