نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 351
ربك هو أعلم بالمعتدين } [1] . فإن هذه الآية تكشف عن أن الذي يحتاج إلى البيان إنما هو المحرمات لا المباحات ، ولأجل ذلك لا وجه للتوقف في العمل ، بعدما لم يكن مبينا في جدول المحرمات . وبعبارة أخرى : أن المسلم إذا لم يجد شيئا في جدول المحرمات لم يكن له تبرير لتوقفه وعدم الحكم عليه بالإباحة والجواز والحلية . 2 - قال سبحانه : { قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به } [2] . إنها تكشف عن أن ما يلزم بيانه إنما هو المحرمات لا المباحات ، ولذلك يستدل مبلغ الوحي - ونعني به النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله ) - بأنه لا يجد فيما أوحي إليه محرما على طاعم يطعمه سوى الأمور المذكورة ، فإذا لم يكن هناك منها شئ فهو محكوم بالحلية والإباحة . 3 - قال سبحانه : { من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } [3] . 4 - قال سبحانه أيضا : { وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون } [4] . إن دلالة هاتين الآيتين على المقام واضحة ، فإن جملة " وما كان " تارة تستعمل في نفي الشأن والصلاحية ، وأخرى في نفي كون الشئ أمرا ممكنا .