نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 327
سبحانه : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } [1] . واليوم وبعد مضي عشرين قرنا على ميلاد السيد المسيح ( عليه السلام ) تحول المسيح وأمه العذراء وكتابه الإنجيل وكذلك الحواريون ، تحولوا - في عالم الغرب - إلى أسطورة تاريخية ، وصار بعض المستشرقين يشككون - مبدئيا - في وجود رجل اسمه المسيح وأمه مريم وكتابه الإنجيل ، ويعتبرونه أسطورة خيالية تشبه أسطورة " مجنون ليلى " . لماذا ؟ لأنه لا يوجد أي أثر حقيقي وملموس للمسيح ، فمثلا لا يدرى - بالضبط - أين ولد ؟ وأين داره التي كان يسكنها ؟ وأين دفنوه بعد وفاته - على زعم النصارى أنه قتل - ؟ أما كتابه السماوي فقد امتدت إليه يد التحريف والتغيير والتزوير ، وهذه الأناجيل الأربعة لا تمت إليه بصلة وليست له ، بل هي ل " متى " و " يوحنا " و " مرقس " و " لوقا " ، ولهذا ترى في خاتمتها قصة قتله المزعوم ودفنه ، ومن الواضح - كالشمس في رائعة النهار - أنها كتبت بعد غيابه . وعلى هذا الأساس يعتقد الكثير من الباحثين والمحققين أن هذه الأناجيل الأربعة إنما هي من الكتب الأدبية التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني من الميلاد ، فلو كانت الآثار الخاصة بعيسى محفوظة ، لكان ذلك دليلا على حقيقة وجوده وأصالة حياته وزعامته ، وما كان هناك مجال لإثارة الشكوك والتساؤلات من قبل المستشرقين ذوي الخيالات الواهية .