responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 325


جعلوا تدمير الآثار وهدمها جزءا من الدين ، والاحتفاظ بها ابتعادا عنه ، فهذه عقليتهم وهذا مبلغ إدراكهم الذي لا يقل عن عقلية وإدراك الصبيان ، الذين لا يعرفون قيمة التراث الواصل إليهم عن الآباء ، فيلعبون به بين الخرق والهدم وغير ذلك .
لا شك أن لهدم الآثار والمعالم التاريخية الإسلامية وخاصة في مهد الإسلام ، مكة ، ومهجر النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، المدينة المنورة ، نتائج وآثارا سيئة على الأجيال اللاحقة التي سوف لا تجد أثرا لوقائعها وحوادثها وأبطالها ومفكريها ، وربما يؤول بها الأمر إلى الاعتقاد بأن الإسلام قضية مفتعلة ، وفكرة مبتدعة ليس لها أي أساس واقعي تماما .
فالمطلوب من المسلمين أن يكونوا لجنة من العلماء من ذوي الاختصاص ، للمحافظة على الآثار الإسلامية وخاصة آثار النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وآثار أهل بيته ، والعناية بها وصيانتها من الاندثار ، أو من عمليات الإزالة والمحو ، لما في هذه العناية والصيانة من تكريم لأمجاد الإسلام وحفظ لذكريات الإسلام في القلوب والعقول ، وإثبات لأصالة هذا الدين ، إلى جانب ما في أيدي المسلمين من تراث ثقافي وفكري عظيم ، وليس في هذا العمل أي محذور شرعي ، بل هو أمر محبذ ، اتفقت عليه كلمة المسلمين الأوائل كما سيوافيك ، فالسلف الصالح وقفوا - بعد فتح الشام - على قبور الأنبياء ذات البناء الشامخ . . فتركوها على حالها من دون أن يخطر ببال أحدهم وعلى رأسهم عمر بن الخطاب بأن البناء على القبور أمر محرم يجب أن يهدم ، وهكذا الحال في سائر القبور المشيدة بالأبنية في أطراف العالم . وإن كنت في ريب من هذا فاقرأ تواريخهم ، وعلى سبيل المثال إليك نص ما جاء في دائرة المعارف الإسلامية :
إن المسلمين عند فتحهم فلسطين وجدوا جماعة من قبيلة " لخم " النصرانية

325

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست