نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 324
برنامجها زيارة المناطق الأثرية والمشاهد والمقابر العامرة التي ضمت جثمان الشخصيات التي تنبض بالحياة الحاضرة بتضحياتهم ومجاهدتهم من غير فرق بين دولة إلهية أو علمانية . هذا هو موجز الكلام في مطلق الآثار ، وهلم معي ندرس أهمية صيانة الآثار الإسلامية التي تركها المسلمون من عصر الرسول إلى عصرنا هذا في مناطق مختلفة . لا شك أن كل أثر يمت للإسلام والمسلمين بوجه من الوجوه بصلة ، له تأثيره الخاص في التدليل على أن للشريعة الإسلامية وصاحبها حقيقة ، وليست هي مما نسجتها يد الخيال أو صنعتها الأوهام . وبعبارة واضحة : أن الآثار المتبقية من المسلمين إلى يومنا هذا تدل على أن للدعوة الإسلامية وداعيها واقعية لا تنكر ، وأنه بعث في زمن خاص بشريعة عالمية ، وبكتاب معجز تحدى به الأمم ، وآمن به لفيف من الناس . ثم إنه هاجر من موطنه إلى يثرب ، ونشر شريعته في الجزيرة العربية ، ثم اتسعت بفضل سعي أبطالها ومعتنقيها إلى سائر المناطق ، وقد قدم في سبيلها تضحيات ، وتربى في أحضانها علماء وفقهاء وغير ذلك . فهذه آثارهم ومشاهدهم وقبورهم تشهد بذلك . فصيانة هذه الآثار على وجه الإطلاق تضفي على الشريعة في نظر غير معتنقيها واقعية وحقيقة ، وتزيل عن وجهها أي ريب أو شك في صحة البعثة والدعوة ، وجهاد الأمة ونضال المؤمنين . فإذا كانت هذه نتيجة صيانتها ، فإن نتيجة تدميرها وتخريبها أو عدم الاعتناء بها مسلما عكس ذلك . ومما يؤسف له أننا نرى الأمة الإسلامية ابتليت في هذا الأوان بأناس
324
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 324