نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 312
ويرشدك إلى أن هذه الاحتفالات تجسيد لتكريم النبي ، وجدانك الحر ، فإنه يقضي بلا مرية على أنها إعلاء لمقام النبي وإشادة بكرامته وعظمته ، يتلقاها كل من شاهدها عن كثب ، على أن المحتفلين يعزرون نبيهم ويكرمونه ويرفعون مقامه اقتداء بقوله سبحانه : { ورفعنا لك ذكرك } [1] . السنة النبوية وكرامة يوم مولده 1 - أخرج مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سئل عن صوم يوم الاثنين فقال : " ذاك يوم ولدت فيه ، وفيه أنزل علي " [2] . يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي - عند الكلام في استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده - ما هذا لفظه : " إن من أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد ( صلى الله عليه وآله ) وبعثه وإرساله إليهم ، كما قال الله تعالى : { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم } [3] فصيام يوم تجددت فيه هذه النعمة من الله سبحانه على عباده المؤمنين حسن جميل ، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر " [4] . 2 - روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألوا عن ذلك ؟ فقالوا : هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، فنحن نصومه تعظيما له ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " فنحن أحق وأولى بموسى منكم " فصامه رسول الله ( صلى الله عليه وآله )