نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 307
عمله ، فقد جمع بين شيئين متخالفين متضادين . ولنعم ما قال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) في هذا الصدد موجها كلامه إلى مدعي الحب الإلهي كاذبا : تعصي الإله وأنت تظهر حبه * هذا لعمري في الفعال بديع لو كان حبك صادقا لأطعته * إن المحب لمن يحب مطيع [1] للحب مظاهر وراء الاتباع نعم لا يقتصر أثر الحب على هذا ، بل له آثار أخرى في حياة المحب ، فهو يزور محبوبه ويكرمه ويعظمه ويقضي حاجته ، ويذب عنه ، ويدفع عنه كل كارثة ويهيئ له ما يريحه ، ويسره إذا كان حيا . وإذا كان المحبوب ميتا أو مفقودا حزن عليه أشد الحزن ، وأجرى له الدموع كما فعل النبي يعقوب ( عليه السلام ) عندما افتقد ولده الحبيب يوسف ( عليه السلام ) فبكاه حتى ابيضت عيناه من الحزن ، وبقي كظيما حتى إذا هب عليه نسيم من جانب ولده الحبيب المفقود ، هش له وبش ، وهفا إليه شوقا وحبا . بل يتعدى أثر الحب عند فقد الحبيب وموته هذا الحد ، فنجد المحب يحفظ آثار محبوبه ، وكل ما يتصل به ، من لباسه وأشيائه ، كقلمه ودفتره وعصاه ونظارته ، كما ويحترم أبناءه وأولاده ، ويحترم جنازته ومثواه ، ويحتفل كل عام بميلاده وذكرى موته ، ويكرمه ويعظمه حبا به ومودة له . إلى هنا ثبت أن حب النبي وتكريمه أصل من أصول الإسلام لا يصح لأحد إنكاره ، ومن المعلوم أن المطلوب ليس الحب الكامن في القلب من دون أن