نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 289
إذا زارك فقد عدل عن غيرك [1] . ويظهر من غيره أنه " بمعنى القصد " وهو لا يخالف ما سبق ، لأن الميل إلى جانب لا ينفك عن القصد ، قال الطريحي : زاره يزوره زيارة : قصده فهو زائر ، وفي الحديث من زار أخاه في جانب المصر ، أي قصد ، وفي الدعاء : اللهم اجعلني من زوارك أي من القاصدين لك ، الملتجئين إليك ، والزيارة قصد المزور إكراما له وتعظيما واستئناسا به [2] . والظاهر كما يظهر من ذيل كلامه أن معناها ليس مجرد القصد بل القصد المنتهي إلى حضور الزائر لدى المزور لإحدى الغايات المذكورة في كلامه ، من التكريم والتعظيم والاستئناس به . هذا هو معنى الزيارة ، وليس فيها شئ من الأمور التي ذكرها ابن تيمية ، بل هي الحضور عن قصد لدى المزور لإحدى الغايات ، وهي تختلف حسب اختلاف المزور شأنا ، ومقاما ، ومهنة . نعم في إمكان الزائر أن يزور الرسول لإحدى الغايات التالية : 1 - أن يزور الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لمجرد تذكر الموت والآخرة ، وهذا ثابت في زيارة جميع القبور من غير فرق بين الرسول وغيره ، بل المؤمن والكافر ، ودلالة القبور على ذلك متساوية ، كما أن المساجد - غير المساجد الثلاثة - متساوية لا يتعين شئ منها بالتعيين بالنسبة إلى هذا الغرض ، ولا معنى لشد الرحال إلى المدينة لزيارة الرسول لتلك الغاية المتحققة في زيارة كل قبر في بلد الزائر النائي . 2 - أن يزور الرسول ( صلى الله عليه وآله ) للدعاء له ، كما زار الرسول أهل البقيع ، وهذا مستحب في حق كل ميت من المسلمين ، ويتحقق في زيارته ( صلى الله عليه وآله ) إذا صلى عليه ،
[1] مقاييس اللغة 3 : 36 . [2] مجمع البحرين 2 : 304 .
289
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 289