نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 257
الهجرة إلى قبره كهي إليه حيا [1] . وقال في موضع آخر : إن أثر الزيارة إما الموت على الإسلام مطلقا لكل زائر ، وإما شفاعة تخص الزائر أخص من العامة ، وقوله : شفاعتي في الإضافة إليه تشريف لها ، إذ الملائكة وخواص البشر يشفعون ، فللزائر نسبة خاصة فيشفع هو فيه بنفسه ، والشفاعة تعظم بعظم الزائر [2] . 31 - قال الشيخ حسن بن عمار الشرنبلالي : زيارة النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أفضل القربات وأحسن المستحبات تقرب من درجة ما لزم من الواجبات ، فإنه ( صلى الله عليه وآله ) حرض عليها وبالغ في الندب إليها . قال ( صلى الله عليه وآله ) : " من وجد سعة فلم يزرني فقد جفاني " وقال ( صلى الله عليه وآله ) : " من زار قبري وجبت له شفاعتي " . وقال ( صلى الله عليه وآله ) : " من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي " إلى أن قال : ومما هو مقرر عند المحققين أنه ( صلى الله عليه وآله ) حي يرزق ممتع بجميع الملاذ والعبادات ، غير أنه حجب عن أبصار القاصرين عن شرف المقامات [3] . 32 - وقال قاضي القضاة شهاب الدين الخفاجي الحنفي المصري ( ت 1069 ه ) : واعلم أن هذا الحديث ( شد الرحال إلى المساجد ) هو الذي دعا ابن تيمية ومن معه كابن قيم إلى مقالته الشنيعة التي كفروه بها ، وصنف فيها السبكي مصنفا مستقلا ، وهي منعه من زيارة قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو كما قيل : لمهبط الوحي حقا ترحل النجب * وعند ذاك المرجى ينتهي الطلب فتوهم أنه حمى جانب التوحيد بخرافات لا ينبغي ذكرها ، فإنها لا تصدر عن
[1] شرح الجامع الصغير 6 : 160 . [2] شرح الجامع الصغير 6 : 93 . [3] مراقي الفلاح في شرح متن نور الإيضاح : 292 - 293 ، ط مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده ، مصر .
257
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 257