نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 238
بنصه قال : اعلم أن النفوس القوية القدسية ، لا سيما نفوس الأنبياء والأئمة ( عليهم السلام ) ، إذا نفضوا أبدانهم الشريفة وتجردوا عنها ، وصعدوا إلى عالم التجرد ، وكانوا في غاية الإحاطة والاستيلاء على هذا العالم يكون العالم عندهم ظاهرا منكشفا ، فكل من يحضر مقابرهم لزيارتهم يطلعون عليه ، لا سيما ومقابرهم مشاهد أرواحهم المقدسة العلية ، ومحال حضور أشباحهم البرزخية النورية ، فإنهم هناك يشهدون { بل أحياء عند ربهم يرزقون } [1] ، وبما آتاهم الله من فضله فرحون ، فلهم تمام العلم والاطلاع بزائري قبورهم ، وحاضري مراقدهم وما يصدر عنهم من السؤال والتوسل والاستشفاع والتضرع ، فتهب عليهم نسمات ألطافهم ، وتفيض عليهم من رشحات أنوارهم ، ويشفعون إلى الله في قضاء حوائجهم ، وإنجاح مقاصدهم ، وغفران ذنوبهم وكشف كروبهم . فهذا هو السر في تأكد استحباب زيارة النبي والأئمة ( عليهم السلام ) مع ما فيه من صلة لهم ، وبرهم وإجابتهم ، وإدخال السرور عليهم ، وتجدد عهد ولايتهم ، وإحياء أمرهم ، وإعلاء كلمتهم ، وتبكيت أعدائهم . وكل واحد من هذه الأمور مما لا يخفى عظيم أجره وجزيل ثوابه . وكيف لا تكون زيارتهم أقرب القربات ، وأشرف الطاعات ، وأن في زيارة المؤمن - من جهة كونه مؤمنا فحسب - عظيم الأجر وجزيل الثواب ، وقد ورد به الحث والتوكيد والترغيب الشديد من الشريعة الطاهرة ، ولذلك كثر تردد الأحياء إلى قبور أمواتهم للزيارة ، وتعارف ذلك بينهم ، حتى صارت لهم سنة طبيعية . وأيضا قد ثبت وتقرر جلالة قدر المؤمن عند الله ، وثواب صلته وبره وإدخال السرور عليه ، وإذا كان الحال في المؤمن من حيث إنه مؤمن ، فما ظنك بمن