نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 232
مشاهير المفسرين ، وكلمة { فطرت الله } التي نصبت على الاختصاص تفسير للدين ، فالدين - بتمام معنى الكلمة - يوافق فطرة الإنسان ، بالمعنى الذي عرفت ، أي أن أصوله وكلياته تنسجم مع الفطرة وليست الآية وحيدة في بابها ، بل لها نظائر في الذكر الحكيم تؤكد مضمونها ، وتثبت بوضوح كون معرفة المحاسن والمساوئ والفجور والتقوى والميل إلى الفضائل ، والانزجار عن الرذائل أمرا فطريا إلى حد يقول سبحانه : { ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها } [1] وفي آية أخرى : { ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين * وهديناه النجدين } [2] . فالإنسان الطبيعي الذي لم يتأثر بالمناهج البشرية ، يدرك المحاسن والمساوئ ، والفجور والتقوى والخير والشر ، كرامة من الله سبحانه إليه . ومن روائع الكلم ما روي عن الإمام علي ( عليه السلام ) حول تحديد دعوة الأنبياء وأن دورهم في مجال التربية تذكيرهم بمقتضيات الفطرة ، يقول ( عليه السلام ) : " فبعث الله فيهم رسله ، وواتر إليهم أنبياءه ، ليستأدوهم ميثاق فطرته ، ويذكروهم منسي نعمته ، ويحتجوا عليهم بالتبليغ ، ويثيروا لهم دفائن العقول " [3] . فالشرائع السماوية كأنها تستنطق الفطرة ، وتذكر بالنعمة المنسية بفعل الأهواء والدعايات الباطلة ، وقد أمر حملتها بإثارة ما دفن في فطرة الإنسان من جواهر المعقولات في مجالي العقيدة والشريعة . وعلى ذلك فالشريعة - وفق الفطرة - مصباح ينير الدرب لكل ساع في طلب الحق . وكل فكرة أو ميل ، توحي إليهما الفطرة فهو آية كونه حقا ، وكل فكرة أو