نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 197
يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم . قال : وذلك في رمضان . وحدثني حرملة بن يحيى : أخبرنا عبد الله بن وهب : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خرج من جوف الليل فصلى في المسجد ، فصلى رجال بصلاته ، فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر منهم ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في الليلة الثانية فصلوا بصلاته ، فأصبح الناس يذكرون ذلك ، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة ، فخرج فصلوا بصلاته ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فطفق رجال منهم يقولون : الصلاة فلم يخرج إليهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى خرج لصلاة الفجر ، فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال : " أما بعد ، فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ، ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل ، فتعجزوا عنها " [1] . والاختلاف بين ما رواه أصحابنا عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) وما رواه الشيخان واضح ، فعلى الأول ، نهى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن إقامتها جماعة ، وأسماها بدعة ، وعلى الثاني ، ترك النبي ( صلى الله عليه وآله ) الإقامة جماعة خشية أن تفرض عليهم ، مع كونها موافقة للدين والشريعة ، إذا فأي القولين أحق أن يتبع ، يعلم ذلك بالبحث التالي : إن في حديث الشيخين مشاكل جديرة بالوقوف عليها : الأولى : ما معنى قوله : " خشيت أن تفرض عليكم ، فتعجزوا عنها " ؟ فهل مفاده : أن ملاك التشريع هو إقبال الناس وإدبارهم ، فإن كان هناك اهتمام ظاهر من قبل الناس ، يفرض عليهم وإلا فلا يفرض ، مع أن الملاك في الفرض هو وجود مصالح واقعية في المتعلق ، سواء أكان هناك اهتمام ظاهر أم لا . فإن تشريعه