نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 193
فلما رجع الحسن إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال له : ما هذا الصوت ؟ قال : يا أمير المؤمنين الناس يصيحون : واعمراه واعمراه ، فقال أمير المؤمنين : قل لهم : صلوا " [1] . وربما يتعجب القارئ من قول الإمام " قل لهم : صلوا " حيث تركهم يستمرون في الإتيان بهذا الأمر المبتدع ، ولكن إذا رجع إلى سائر كلماته يتجلى له سر تركهم على ما كانوا عليه . قال الشيخ الطوسي : إن أمير المؤمنين لما أنكر ، أنكر الاجتماع ، ولم ينكر نفس الصلاة ، فلما رأى أن الأمر يفسد عليه ويفتتن الناس ، أجاز أمرهم بالصلاة على عادتهم [2] . ويدل عليه : ما رواه سليم بن قيس ، قال : خطب أمير المؤمنين فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي ثم قال : " ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خلتان : اتباع الهوى ، وطول الأمل - ثم ذكر أحداثا ظهرت بعد رسول الله - وقال : ولو حملت الناس على تركها . . . لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي . . . والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ، وقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري . . . " [3] .
[1] التهذيب 3 : ح 227 . [2] المصدر نفسه . [3] الكافي 8 : 58 .
193
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 193