responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 190


التي صلاها بهم ، بدليل أنهم كانوا يكملونها في بيوتهم ، وقد بين فعل عمر ( رضي الله عنه ) أن عددها عشرون ، حيث إنه جمع الناس أخيرا على هذا العدد في المسجد ، ووافقه الصحابة على ذلك . نعم زيد فيها في عهد عمر بن عبد العزيز ( رضي الله عنه ) وجعلت ستا وثلاثين ركعة . ولكن كان القصد من هذه الزيادة مساواة أهل مكة في الفضل ، لأنهم كانوا يطوفون بالبيت بعد كل أربع ركعات مرة ، فرأى ( رضي الله عنه ) أن يصلي بدل كل طواف ، أربع ركعات [1] .
هذا وقد بسط شراح البخاري وغيرهم القول في عدد ركعاتها إلى حد قل نظيره في أبواب العبادات ، فمن قائل أن عدد ركعاتها 13 ركعة ، إلى آخر أنها 20 ركعة ، إلى ثالث أنها 24 ركعة ، إلى رابع أنها 28 ركعة ، إلى خامس أنها 36 ركعة ، إلى سادس أنها 38 ركعة ، إلى سابع أنها 39 ركعة ، إلى ثامن أنها 41 ركعة ، إلى تاسع أنها 47 ركعة ، وهلم جرا [2] .
والأغرب من هذا تدخل عمر بن عبد العزيز في أمر الشريعة ! فأدخل فيها ما ليس منها ليتساوى - في رأيه - أهل المدينة وأهل مكة ، في الفضل والثواب ، فإن فسح المجال لهذا النوع من التدخل يجعل الشريعة ألعوبة بيد الحكام ، يحكمون فيها بآرائهم .



[1] الفقه على المذاهب الأربعة 1 : 251 ، كتاب الصلاة ، مبحث صلاة التراويح . ولا يخفى أنه لو كان المقياس في الزيادة ، هو عدد الطواف بعد كل أربع ركعات فعندئذ يصل عددها إلى أربعين ركعة في كل ليلة ، لأنهم إذا كانوا يطوفون بعد كل أربع ركعات مرة واحدة ، يكون عددها خمس مرات ، فإذا كان مقابل كل مرة منه أربع ركعات ، يبلغ عددها عشرين ركعة ( 5 × 4 = 20 ) فتضاف إلى العشرين ركعة الأصلية فيصير المجموع 40 ركعة . نعم ذلك يصح على ما نقله ابن قدامة المقدسي من أن الطواف كان بين كل ترويحة . ( لاحظ 1 : 749 )
[2] فتح الباري 4 : 204 ، إرشاد الساري 3 : 426 ، عمدة القاري 11 : 126 ، وقد تكلفوا في الجمع بين هذه الأقوال المتشتتة ، فلاحظ .

190

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست