نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 189
ليلة ثلاثين ركعة ، اثنتي عشرة منها بعد المغرب ، وثماني عشرة بعد العشاء الآخرة ، ويدعو ويجتهد اجتهادا شديدا ، وكان يصلي في ليلة إحدى وعشرين مائة ركعة ، ويصلي في ليلة ثلاث وعشرين : مائة ركعة ويجتهد فيهما " [1] . وأما غيرهم فقد قال الخرقي في مختصره : وقيام شهر رمضان عشرون ركعة ، يعني صلاة التراويح [2] . وقال ابن قدامة في شرحه : والمختار عند أبي عبد الله " الإمام أحمد " عشرون ركعة ، وبهذا قال الثوري ، وأبو حنيفة والشافعي ، وقال مالك : ست وثلاثون ، وزعم أنه الأمر القديم ، وتعلق بفعل أهل المدينة [3] . والظاهر أنه ليس في عددها عند أهل السنة دليل معتمد عليه ، يحكي عن قول الرسول أو فعله أو تقريره ، والقول بالعشرين يعتمد على فعل عمر ، كما أن القول بالست والثلاثين يعتمد على فعل عمر بن عبد العزيز . وقد فصل القول في ذلك عبد الرحمن الجزيري في " الفقه على المذاهب الأربعة " وقال : روى الشيخان أنه ( صلى الله عليه وآله ) خرج من جوف الليل ليالي من رمضان ، وهي ثلاث متفرقة : ليلة الثالث ، والخامس ، والسابع والعشرين ، وصلى في المسجد ، وصلى الناس بصلاته فيها ، وكان يصلي بهم ثماني ركعات ، ويكملون باقيها في بيوتهم ، فكان يسمع لهم أزيز ، كأزيز النحل . . . وقال : ومن هذا يتبين أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) سن لهم التراويح والجماعة ، ولكن لم يصل بهم عشرين ركعة ، كما جرى عليه العمل من عهد الصحابة ومن بعدهم إلى الآن ، ولم يخرج إليهم بعد ذلك ، خشية أن تفرض عليهم ، كما صرح به في بعض الروايات ، ويتبين أن عددها ليس قاصرا على الثماني ركعات