نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 158
التي تثيرها كل يوم الوسائل الإعلامية على الإطلاق في معسكر الغرب والشرق ، وهل يمكن صد هذا التيار بهذه الكتب ؟ كلا ، ومن قال نعم ، فإنما يقوله بلسانه وينكره بقلبه . كل ذلك يسوقنا إلى أن نعطي للعقائد والمعارف قسما أوفر في دراساتنا ، حتى تتميز البدع عن غيرها ، نعم إن من يتلقى كل ما ذكره أحمد بن حنبل في كتاب السنة والإمامين السابقين في رسالتهما لا غبار عليه ، وإن كان ضد الكتاب والسنة المتواترة والعقل الفطري الصريح فلا يحس وظيفة أصلا ، وكلامنا مع المفكرين الواعين العالمين بما يجري في البلاد على الإسلام والشباب ، وما يثار من إشكالات حول الأصول حتى التوحيد نفسه . الثاني : تمحيص السنة ودراستها من جديد دراسة عميقة سندا ومضمونا مقارنة مع الكتاب والسنن القطعية عن الرسول ، فإن أكثر البدع لها جذور في السنة المدونة ، وهو ( صلى الله عليه وآله ) عنها برئ ، وإنما اختلقها الوضاعون الكذابون على لسانه . غير أن مسلمة أهل الكتاب وبما أنهم لم يروا النبي الأكرم قد نسبوها إلى أنبيائهم وكتبهم ، ونسبها بعض السلف إلى نفس النبي الأكرم ، وها نحن نضع أمامك حديثين رواهما الشيخان في مورد الأنبياء حتى نتخذهما مقياسا لما لم نذكره . إنه سبحانه يعرف فضله على النبي الأكرم بقوله : { وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } [1] والمراد من فضله سبحانه في ذيل الآية هو علم النبي الذي أفاضه الله عليه ووصفه بكونه عظيما ، مضافا إلى ما في صدر الآية من إنزال الكتاب والحكمة عليه . ومع ذلك نرى أن الرسول في الصحيحين يعرف بصورة أنه لا علم له بأبسط الأمور وأوضح السنن الطبيعية في عالم النباتات ، حيث رأى قوما يلقحون النخيل فنهاهم عن ذلك