نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 145
أحبار اليهود وعلماء النصارى في الإسلام ، مثل : كعب الأحبار ، وتميم الداري ، ووهب بن منبه ، وعبد الله بن سلام ، الذين تسللوا إلى صفوف المسلمين ، وراحوا يدسون الأحاديث الإسرائيلية ، والخرافات والأساطير النصرانية في أحاديث المسلمين وكتبهم وأذهانهم . وقد ظلت هذه الأحاديث المختلقة ، تخيم على أفكار المسلمين ردحا طويلا من الزمن ، وتؤثر في حياتهم العملية ، وتوجهها الوجهة المخالفة لروح الإسلام الحنيف ، في غفلة من المسلمين وغفوتهم ، ولم ينتبه إلى هذا الأمر الخطير إلا من عصمه الله ، كعلي ( عليه السلام ) ، الذي راح يحذر المسلمين عن الأخذ بمثل هذه الأحاديث المختلقة فقال : " فلو علم الناس أنه منافق كاذب ، لم يقبلوا منه ولم يصدقوا ، ولكنهم قالوا : صاحب رسول الله رآه وسمع منه ولقف عنه " [1] . نماذج وأرقام عن الأحاديث الموضوعة : وحسبك لمعرفة ما أصاب المسلمين وما تعرضت له الأحاديث ، ولمعرفة الذين لعبوا هذا الدور الخبيث في غفلة من الأمة ما كتب في هذا الصدد مثل كتاب : ميزان الاعتدال للذهبي . وتهذيب التهذيب للعسقلاني . ولسان الميزان للعسقلاني . ونظائرها من الكتب التي صنفت في هذا المجال . ولعل فيما قاله البخاري صاحب " الصحيح " المعروف ، إشارة إلى طرف من هذه الحقيقة المرة ، حيث قال ابن حجر في مقدمة فتح الباري : إن أبا علي الغساني روى عنه قال : خرجت الصحيح من 600 ألف حديث [2] .
[1] نهج البلاغة : الخطبة 210 . [2] الهدي الساري مقدمة فتح الباري : ص 4 .
145
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 145