نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 120
حرام بدعة ، وإليك التوضيح : إن لكل قوم آدابا خاصة في لقاءاتهم السنوية ، وأمورهم العمرانية ، وفي كيفية استغلال الطبيعة ، فمثلا ربما تقتضي مصلحتهم تخصيص يوم واحد لتكريم زعيمهم ، أو يوم واحد للبراءة من عدوهم ، أو توجب المصالح تطوير خدماتهم العمرانية وما ضاهاها ، أو استخدام أجهزة حديثة لاستغلال الطبيعة ، فقد ترك الشارع هذه الأمور إلى الناس ، ولم يتدخل فيها إلا بوضع الأطر العامة لها ، وهي أن لا يكون العمل مخالفا للقواعد والضوابط العامة ، ولولا هذه المرونة لما كان الإسلام دينا عالميا سائدا ، ولتوقفت حركته منذ أقدم العصور ، ونأتي بمثال لمزيد من التوضيح : قد حدثت في العصور الأخيرة عدة تقاليد في ميدان الألعاب الرياضية ، ككرة القدم ، والسلة ، والطائرة ، والمصارعة ، والملاكمة ، وغير ذلك فبما أنها أمور عادية محدثة فلا تعد بدعة في الدين . ولو صح إطلاق البدعة فإنما هو باعتبار المعنى اللغوي ، أي الشئ الجديد في ميادين الحياة ، لا في الأمور الشرعية ، غاية الأمر يجب أن تحدد شرعيتها بالضوابط الكلية ، بأن لا يكون هناك اختلاط بين الرجال والنساء من اللاعبين ، وأن لا يكون هناك ضرر وإضرار كما هو المحتمل في الملاكمة . والحاصل : أن الأصل في الأمور العادية هو البراءة حتى يدل دليل على خلافه . وقد صرح بذلك لفيف من العلماء منهم ابن تيمية ، يقول : إن أعمال الخلق تنقسم إلى قسمين : 1 - عبادات [1] : يتخذونها دينا ينتفعون بها في الآخرة أو في الدنيا والآخرة ، والأصل أن لا يشرع منها إلا ما شرع الله .
[1] يريد من العبادات : الأمور الشرعية من دون أن تختص بما يعتبر في امتثالها قصد القربة .
120
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 120