نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 104
بال هذا ؟ " قال : نذر ألا يتكلم ولا يستظل من الشمس ولا يجلس ويصوم ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " مره فليتكلم وليستظل وليجلس وليتم صيامه " [1] . 4 - روى البخاري عن قيس بن أبي حازم : دخل أبو بكر على امرأة فرآها لا تتكلم فقال : " ما لها لا تتكلم ؟ " فقيل : حجت مصمتة ، قال لها : " تكلمي فإن هذا لا يحل ، هذا من عمل الجاهلية " فتكلمت [2] . 5 - إن متعة الحج مما نص عليها الكتاب العزيز فقال : { فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي } [3] والمقصود من متعة الحج هو حج التمتع ، وهو أن ينشئ المتمتع بها إحرامه في أشهر الحج من الميقات ، فيأتي مكة ويطوف بالبيت ثم يسعى بين الصفا والمروة ، ثم يقصر ويحل من إحرامه ، فيقيم بعد ذلك محلا حتى ينشئ في تلك السنة نفسها إحراما آخر للحج من مكة ويخرج إلى عرفات ، ثم يفيض إلى المشعر الحرام ثم يأتي بأفعال الحج على ما هو مبين في محله . هذا هو التمتع بالعمرة إلى الحج وهو فرض من بعد عن مكة بثمانية وأربعين ميلا من كل جانب ، وإنما أضيف الحج بهذه الكيفية إلى التمتع ( حج التمتع ) أو قيل عنه : بالتمتع بالحج ، لما فيه من المتعة أي اللذة بإباحة محظورات الإحرام في المدة المتخللة بين الإحرامين . ولكن كان بين صحابة النبي من يستكره ذلك ، فقد روى الدارمي قال : سمعت عام حج معاوية يسأل سعد بن مالك : كيف تقول بالتمتع بالعمرة إلى الحج ؟ قال : حسنة جميلة ، فقال : قد كان عمر ينهى عنها فأنت خير من عمر ؟ ! قال : عمر خير مني وقد فعل ذلك النبي هو خير من عمر [4] .
[1] الموطأ 2 : 475 / 6 كتاب الأيمان والنذور . [2] البخاري ، الصحيح 5 : 41 - 42 باب أيام الجاهلية . [3] البقرة : 196 . [4] الدارمي ، السنن 2 : 36 كتاب المناسك .
104
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 104