نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 620
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل [1] إن التوسل بالأطفال في الاستسقاء أمر ندب إليه الشارع ، قال الدكتور عبد الملك السعدي : من السنة أن نخرج معنا إلى الصحراء الشيوخ والصبيان والبهائم لعل الله يسقينا بسببهم [2] . وهذا هو الإمام الشافعي يقول في آداب صلاة الاستسقاء : " وأحب أن يخرج الصبيان ، ويتنظفوا للاستسقاء ، وكبار النساء ، ومن لا هيبة منهن ، ولا أحب خروج ذات الهيبة ، ولا آمر بإخراج البهائم " [3] . فما الهدف من إخراج الصبيان والنساء الطاعنات في السن ، إلا استنزال الرحمة بهم وبقداستهم وطهارتهم ؟ كل ذلك يعرب عن أن التوسل بالأبرياء والصلحاء والمعصومين مفتاح استنزال الرحمة وكأن المتوسل يقول : ربي وسيدي ! ! الصغير معصوم من الذنب ، والكبير الطاعن في السن أسيرك في أرضك ، وكلتا الطائفتين أحق بالرحمة والمرحمة . فلأجلهم أنزل رحمتك علينا ، حتى تعمنا في ظلهم . إن الساقي ربما يسقي مساحة كبيرة لأجل شجرة واحدة ، وفي ظلها تسقى الأعشاب وسائر الخضراوات غير المفيدة . 3 - توسل الخليفة بعم النبي : العباس روى البخاري في صحيحه قال : كان عمر بن الخطاب إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ( رضي الله عنه ) وقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، قال : فيسقون [4] .
[1] إرشاد الساري 2 : 338 . [2] البدعة : ص 49 . [3] الأم 1 : 230 . [4] البخاري ، الصحيح 2 : 32 باب صلاة الاستسقاء .
620
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 620