نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 600
القول بالحياة البرزخية للأنبياء والصديقين لا يفي وحده بما هو المهم هنا ما لم يثبت أن هناك صلة بيننا وبينهم في البرزخ ، بحيث يسمعوننا ويستطيعون أن يردوا علينا ، وهذا هو الموضوع الثاني الذي أشرنا إليه وهنا نكتفي بأبرز الآيات الواردة في هذا المضمار التي تدل على إمكان الاتصال بالأرواح المقدسة الموجودة في عالم البرزخ ، وهذا وإن أثبته علم النفس بعد تجارب كثيرة ، ولكننا أخذنا على أنفسنا أن نستدل بالكتاب والسنة ، ولو كان هناك شئ في العلم فهو أيضا يدعم مدلول الكتاب والسنة . إن الكتاب والسنة تضافرا على إمكان اتصال الإنسان الموجود في الدنيا بالإنسان الحي في عالم البرزخ وقد مرت البرهنة على وجود الصلة بين الحياتين عند البحث في الحياة البرزخية فراجع [1] . الثالث : سيرة السلف الصالح في التوسل بدعاء النبي بعد رحيله : النظر إلى سيرة المسلمين بعد لحوق النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) بالرفيق الأعلى يثبت أنهم كانوا يتوسلون بدعائه ، كتوسلهم به قبل لحوقه به فما كانوا يرون فرقا بين الحالتين ، فمن تصفح سيرة المسلمين ورجع إلى غضون الكتب وشاهد عملهم في المسجد النبوي قرب مزاره الشريف ، يلمس بسهولة استقرار السيرة على التوسل بدعائه من غير فرق بين حياته وانتقاله ، وها نحن نذكر من أعمال بعض الصحابة والتابعين شيئا يسيرا ونترك الباقي للمتصفح في غضون الكتب . إننا لا يمكننا تصديق جميع ما روي لكن بين المرويات قضايا صادقة صدرت