نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 599
عليها كذلك أرسلها إلى أجل مسمى . كل ذلك يكشف عن أن الموت ليس فناء الإنسان وآية العدم ، بل هناك انخلاع عن الجسد وارتحال إلى عالم آخر . د - وهناك كلمة قيمة لأبي الشهداء الحسين بن علي ( عليه السلام ) توضح هذه الحقيقة إذ قال لأصحابه في يوم عاشوراء : " صبرا يا بني الكرام فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء ، إلى الجنان الواسعة والنعم الدائمة ، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر ، وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب ، إن أبي حدثني عن رسول الله : أن الدنيا سجن المؤمن ، وجنة الكافر ، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم ، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ما كذبت ولا كذبت " [1] . وفي هذه الآيات غنى وكفاية لثبوت الحياة البرزخية للأنبياء والشهداء والصديقين ، بل لغيرهم وقد شهدت بذلك الآيات الكريمة التي لا مجال لنقلها [2] ، وهذه الحقيقة مما أجمع عليها أئمة أهل السنة ، فهذا الإمام الأشعري يقول : " ومن عقائدنا أن الأنبياء : أحياء " وقد ألف كتابا أسماه " حياة الأنبياء " [3] . فلنقتصر بهذا البيان في إثبات الموضوع الأول وقد تركنا الاحتجاج على حياتهم بما ورد في السنة النبوية وسيوافيك بعضها في المستقبل . الثاني : الصلة بين الحياة الدنيوية والحياة البرزخية : هذا هو الموضوع الثاني من المواضيع الثلاثة التي يتوقف عليها إثبات ما هو المقصود في هذا المبحث .
[1] بلاغة الحسين : ص 47 . [2] وقد أشبعنا الكلام في ذلك عند البحث في الحياة البرزخية فلاحظ . [3] طبقات الشافعية 3 : 406 .
599
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 599