responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 43


الاستقلال ، وأما المنسوب إلى غيره فهو على نحو التبعية ، وبإذنه تعالى ، ولا تعارض بين النسبتين ، ولا بين الاعتقاد بكليهما .
فمن اعتقد بأن هذه الظواهر الكونية مستندة إلى غير الله على وجه التبعية لا الاستقلال لم يكن مخطئا ولا مشركا ، وكذا من استعان بالنبي أو الإمام على هذا الوجه .
هذا مضافا إلى أنه تعالى الذي يعلمنا أن نستعين به فنقول : { إياك نعبد وإياك نستعين } يحثنا في آية أخرى على الاستعانة بالصبر والصلاة فيقول : { واستعينوا بالصبر والصلاة } [1] وليس الصبر والصلاة إلا فعل الإنسان نفسه .
حصيلة البحث :
إن الآيات الواردة حول الاستعانة على صنفين :
الصنف الأول : يحصر الاستعانة في الله فقط ويعتبره الناصر والمعين الوحيد دون سواه .
والصنف الثاني : يدعونا إلى سلسلة من الأمور المعينة ( غير الله ) ويعتبرها ناصرة ومعينة ، إلى جانب الله .
أقول : اتضح من البيان السابق وجه الجمع بين هذين النوعين من الآيات ، وتبين أنه لا تعارض بين الصنفين مطلقا ، إلا أن فريقا نجدهم يتمسكون بالصنف الأول من الآيات فيخطئون أي نوع من الاستعانة بغير الله ، ثم يضطرون إلى إخراج ( الاستعانة بالقدرة الإنسانية والأسباب المادية ) من عموم تلك الآيات الحاصرة للاستعانة بالله بنحو التخصيص ، بمعنى أنهم يقولون :
إن الاستعانة لا تجوز إلا بالله إلا في الموارد التي أذن الله بها ، وأجاز أن يستعان



[1] البقرة : 45 .

43

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست