نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 288
الشبهة الأولى : في تقسيم الزيارة إلى شرعية وبدعية إن زيارة القبور على قسمين : زيارة شرعية ، وزيارة بدعية ، فالزيارة الشرعية يقصد بها السلام على الميت والدعاء له إن كان مؤمنا ، وتذكر الموت سواء أكان الميت مؤمنا أم كافرا . والزيارة لقبر المؤمن نبيا كان أو غير نبي من جنس الصلاة على جنازته ، يدعى له ، كما يدعى إذا صلي على جنازته . وأما الزيارة البدعية فمن جنس زيارة النصارى مقصودها الإشراك بالميت ، مثل طلب الحوائج منه أو به أو التمسح بقبره أو تقبيله أو السجود له ونحو ذلك . فهذا كله لم يأمر الله به ورسوله ولا استحبه أحد من المسلمين ، ولا كان أحد من السلف يفعله ، لا عند قبر النبي ولا غيره ، ولا يسألون ميتا ولا غائبا سواء كان نبيا أو غير نبي بل كان فضلاؤهم لا يسألون غير الله شيئا [1] . يلاحظ عليه : بأمرين : 1 - حصر الزيارة في قسمين مع أنها ذات أقسام كما سنذكر . 2 - إدخال الأمور الجانبية ، كالاستغاثة والسؤال به أو منه في ماهية الزيارة مع أنها ليست منها ، فصار هذا وذاك ذريعة لتبلور الشبهة لديه ولدى أتباعه . وها نحن نذكر معنى الزيارة وأقسامها ، ليتبين أن القسم الأخير الذي يقصد فيها الإشراك لا يمت لزيارة المسلمين قبور أكابر الدين بصلة ، ولعل الغاية من ذكره دعم الشبهة في أذهان البسطاء . فالزيارة في اللغة هي العدول عن جانب والميل إلى جانب آخر ، قال ابن فارس : " الزور " أصل واحد يدل على الميل والعدول ، ومن هذا الباب الزائر ، لأنه
[1] شفاء السقام : ص 124 - 125 ، نقلا عن خط ابن تيمية .
288
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 288