نام کتاب : في ظل أصول الإسلام نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 254
وليست هذه الآية نسيجة وحدها في هذا المجال ، بل هناك آيات أخرى تصرح بحياة لفيف من المؤمنين والكافرين ، ولا ينكر دلالة القرآن على هذه الحقيقة إلا من اتخذ موقفا مسبقا في المقام . قال سبحانه : * ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ) * [1] . ودلالة الآية واضحة لا تحتاج إلى مزيد بيان . هذا حبيب النجار قد صدق المرسلين ، ولقي من قومه أذى شديدا حتى قضى نحبه عندما ارتحل إلى العالم الأخروي فلما * ( قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ) * [2] . إنه يتمنى في ذلك الحال لو أن قومه الموجودين في الدنيا علموا بما أعطاه تعالى من المغفرة ، وجزيل الثواب ليرغبوا في مثله وليؤمنوا ، لينالوا ذلك [3] . ومن المعلوم أن دخول الجنة والتمني هذا كان قبل قيام الساعة ، ويدل على ذلك قوله تعالى في الآية اللاحقة : * ( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء ) * الصريح في أنهم قتلوا بعده بالصيحة . وبالتالي فإن المراد