فما عسانا أن نجني من وراء ذلك ، وما يكون نصيبنا من المصلحة المترتبة عليه ، هل هو إلاّ التنازل عن بعض ما نعتقده بغير مقابل ، كما ذكرنا ذلك في حديث سابق . أليس من الحقّ أن نأخذ نصيباً من حرية المعتقد ما دمنا لا نعارض أحداً في معتقده وأفكاره ، بلى إنّ ذلك هو الحقّ ، والحقّ أحقّ يتبع . ولا ننسى ونحن في محلنا ومن موقع المسؤولية الملقاة على كل واحد منا في نصح أخيه المؤمن ، وبلهجة النصح ، أن نقول لأخينا عليك بالتدبر والتأمل فيما تريد بيانه قبل أن تقول ، وقبل أن يفوه به لسانك ، وقبل أن يفلت الزمام من يدك ويكبو بك جوادك ، وما كل كبوة يعقبها السلامة . وخير ما نقول : * ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) * ، * ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) * ، * ( وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ) * ، * ( َالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) * .