واضح إذا أخذنا بعين الاعتبار أنَّ الإصرار على تعمد ترك الشهادة الثالثة سواء في الأذان أو الإقامة يعد مكابرة بعدما استفاض من الأدلة على استحبابها في نفسها ، بل وذهاب بعض الفقهاء إلى استحبابها في الأذان والإقامة لا بنحو الجزئية ؛ وأنّه سيضفي تركها عليه في هذا الحال ظاهرة عدم الاهتمام بالمستحبات ، ويؤكد ذلك أننا لم نر أحداً ممّن عاصرناه من أئمة الجماعة عندنا من أهمل ذكرها سواء في الأذان أو في الإقامة . ولا ينبغي أن يفهم منا أو يسجل علينا أننا نقول باستحبابها في الأذان والإقامة بنحو الجزئية ليأخذ علينا في ذلك ، فإننا لا ندعي كونها جزءاً من الأذان أو الإقامة ، وإن أمكن استفادة جزئيتها من بعض الأخبار الضعيفة السند ، لكننا نقول : إنّه - بعد ثبوت استحبابها في نفسها ، بل في الأذان والإقامة على رأي بعض الفقهاء - لا مبرر له لترك ذكرها ، مع أن الاعتبار يقضي بلزوم المحافظة عليها إذا