يضحك الثكلى , فاللازم حمل كلام الشيخ المفيد ( عليهم السلام ) في إنكارِ علمِ الغيب على المعنى الأول ، وهو علم الغيب بلا واسطة كما قلنا سابقاً , ويؤيد ما نقول أن علم الغيب إذا قلنا بشموله للعلم بكل ما هو مستور بحسب العادة ، فهو يحصل حتى من غير الإمام ( عليه السلام ) ، كالكشف الحاصل بعلم الجفر وبالرياضة الروحية . والحاصل بتزكية النفس كما في العلم الحاصل لأهل العرفان ، والحاصل بالخيرة الكاشفة ، والحاصل بالحساب والتنجيم والكهانة إلى غير ذلك ممّا يعد أخباراً عن الأمر الغائب . فإذا كان علم الغيب يحصل للإنسان الذي هو ليس بإمام ، فما ظنك بالإمام ( عليه السلام ) الذي هو خليفة الله في الأرض ، خصوصاً بما أفدناه من البيان ، وأثبتنا به حاجة الإمام ( عليه السلام ) لعلم الغيب في إمامته ، التي تستلزم عليه الرعاية التامة للأمة .